مصطفى الديب (أبوظبي)

يلتقي في العاشرة من مساء اليوم فريقا العين والوحدة، على استاد الدفاع الجوي بالقاهرة «30 يونيو»، علي كأس سوبر الخليج العربي، حيث يسعى كل فريق لافتتاح موسمه ببطولة تمثل انطلاقة وحافزاً معنوياً للاعبيه لاستكمال موسمه بنجاح، وتمثل المباراة حالة خاصة بعيداً عن الجانب التنافسي بين الفريقين، حيث تعد حدثاً يعبر عن علاقة تاريخية بين بلدين شقيقين، ما يساهم في إعادة كتابة التاريخ مرة أخرى، بعد أن كانت البداية بين الأهلي والجزيرة على الملعب نفسه ستاد الدفاع الجوي بالعاصمة المصرية قبل عامين.
لقاء اليوم يختلف شكلاً ومضموناً عن اللقاء الأول خارج الحدود، لاسيما وأنه يجمع طرفي كلاسيكو الإمارات على أرض بلاد الأهرامات، وبعيداً عن سعي الفريقين لحصد اللقب الأول في الموسم، وتقديم العيدية لجماهيره، فكل منهما يسعى لنيل لقب البطولة الخاصة بينهما التي انطلقت منذ سنوات طويلة، وأصبحت ذات مذاق خاص، رغم أنها بلا كأس ولا لقب، لكنها بفرحة تتفوق على كل الكؤوس وجميع الألقاب.
وتعد مواجهة هذا المساء تكراراً لمشهد تعشقه الجماهير الإماراتية بشكل عام وجماهير الفريقين بشكل خاص، حيث تمني جماهير الزعيم بطل ثنائية الدوري والكأس في العام الماضي، أن يكون اللقب هذا المساء خير انطلاقة للموسم لتأكيد الجدارة والتفوق في الموسم الماضين، فيما يضع عشاق أصحاب السعادة آمالاً كبيرة على أن يكون اللقب بداية جديدة أمام العين، الذي تفوق في الموسم الماضي بشكل بارز.
وبالعودة إلى استعدادات المعسكرين، نجد أن الظروف متشابهة إلى حد كبير، حيث خاض كل فريق معسكراً خارجياً ناجحاً.
ويدخل العين بطل دوري وكأس الخليج العربي لقاء اليوم بصفوف شبه مكتملة، حيث لا توجد غيابات بصفوفه، باستثناء غياب صانع الألعاب عمر عبد الرحمن المنتقل إلى الهلال السعودي.
ويعد لقاء اليوم هو الظهور المحلي الأول للزعيم من دون عموري، ويسعى مدرب الفريق زوران لاستغلال الروح المعنوية العالية لدى لاعبيه، والرغبة بشكل عام في التأكيد على أن العين ليس فريق النجم الواحد.
زوران يمتلك في جعبته الكثير، لاسيما وأنه مدرب من أصحاب القدرات الخاصة ويتميز بالهدوء والقدرة على التعامل مع مثل هذه المواجهات بحنكة وصبر.
ويهدف زوران ورفاقه في حصد اللقب السادس في البطولة بشكل عام والرابع للبنفسج في عصر الاحتراف، حيث سبق وأن فاز العين بكأس السوبر في حقبة المحترفين ثلاث مرات.
على الجانب الآخر، شهدت تدريبات الوحدة حماساً منقطع النظير، حيث قاتل كل لاعب لحجز مكانه في التشكيلة الرئيسة، التي يختارها الروماني ريجيكامب المدير الفني للفريق.
ويعرف ريجيكامب قوة منافسه هذا المساء جيداً، حيث سبق وأن واجهه في أكثر من بطولة، وتبادل التفوق معه، لذلك سوف يدخل لقاء اليوم باستراتيجية خاصة، حيث يدرك جيداً أنه في بداية الموسم، ولا يريد أن تكون هناك أية مؤثرات نفسية على اللاعبين، تقودهم إلى انطلاقة سيئة لا يتوقعها عشاق العنابي.
ويحمل الوحدة لقب البطولة، حيث إنه آخر بطل لسوبر الخليج العربي، عندما تفوق على الجزيرة بهدفين مقابل لاشيء في المباراة التي جمعتهما في شهر يناير الماضي، بعد تأجيل اللقاء، وإلغاء فكرة إقامته خارج الحدود بسبب تضارب المواعيد.
ويسعى أصحاب السعادة إلى الحفاظ على اللقب ليكون خير دافع له قبل انطلاقة الموسم الجديد، إضافة إلى سعيه لحصد اللقب الثالث في هذه البطولة، بعد أن سبق وفاز بلقبها مرتين سابقتين في 2011 والنسخة الأخيرة.
ويمتلك الوحدة مقومات كثيرة ربما تجعل جاهزيته كبيرة لهذا اللقاء، بعد أن تعاقد مع البرازيلي ليوناردو مهاجم الأهلي السعودي السابق، بجوار هداف الفريق الأرجنتيني تيجالي الذي يواجه منافسة خاصة من السويدي بيرج مهاجم العين صاحب الأرقام الكبيرة أيضاً، وهداف دوري الخليج العربي في الموسم الماضي.
اللقاء سوف يكون بمثابة مواجهة خاصة بين بيرج وتيجالي، وربما يتدخل ليوناردو لحسمها في حال مشاركته.
ويمتلك العنابي قوات خاصة أيضاً تتمثل في الخبرة الكبيرة التي يمتلكها نجم وقائد الفريق التاريخي إسماعيل مطر، الذي يعد أحد أهم الأوراق التكتيكية التي يستخدمها ريجيكامب في الكثير من الأوقات الحرجة.

زايد في قلب مصر!
«والحب كان زايد» عبارة مكتوبة على إحدى جدران جناح الشيخ زايد بمستشفى 57357 لسرطان الأطفال في القاهرة، لكنها ليست مجرد ثلاث كلمات من 12 حرفاً مصحوبة بحرف عطف، وإنما هي تجسيد لواقع وحقيقة رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في صناعة الخير بمصر ولأهل مصر.
مشهد أمس الأول، بهذا الصرح الطبي العالمي، أكد أن زايد وعيال زايد، هم رمز الوفاء وأهل الخير والعطاء، هم من يرسمون البسمة دائماً ويصنعون الضحكة على الوجوه مهما كانت آلام الجسد.
ورغم أن كأس سوبر الخليج العربي هي مباراة مهمة وبطولة قوية يسعى كل فريق للظفر به، سواء كان العين أو الوحدة، لكن الجميع تناسى الكرة والمنافسة والشد والجذب في الملعب، وتذكر فقط ما أوصى به الوالد المؤسس، تجمعوا أمس واليوم وغداً على حب الخير ومن أجل صناعته، وللتأكيد على أنه صناعة إماراتية خالصة لا يمكن تقليدها بأي حال من الأحوال.
تفرغ هذا النجم لمداعبة تلك الطفلة التي تجلس حبيسة سرير المرض، فما أجمله شعور، فخرجت منها الضحكات من القلب كما أراد المغفور له، وكما كان يبتسم في وجه كل مريض ويسعى للتخفيف عنه آلامه، وجلس أخر يروي حكاية لطفل ثان يفرج بها انتظار موعد جلسة العلاج، وهذا الثالث انتفض وجري لكي يأخذ مكانه في الصورة الجماعية لمرضى سرطان الأطفال الذين جاءوا من كل مكان في مصر وخارجها ليبحثوا عن الآمل في الحياة. ما فعله عيال زايد ليس غريباً عليهم فهم أبناؤه الذين حملوا الرسالة وحرصوا على أن تصل كما كانت وبكامل تفاصيلها بزراعة بذور العطاء وجني ثمار الخير.
في مصر زايد يعني الكثير، حيث يعيش في القلب دائماً لاينساه أحد، وذكراه تظل خالدة بأعماله وبصماته على أرض المحروسة شرقاً وغرباً.
وعلى بعد كيلو مترات قليلة من مستشفى سرطان الأطفال، تقع مدينة الشيخ زايد بالقاهرة، وفي مدخلها يقف تمثال المغفور له، شامخاً كعادته ملوحاً بيد الخير مرتدياً الزي الوطني، معرباً به عن معاني الجمال ومجسداً بابتسامته معنى السعادة.
مدينة حملت اسمه فعكست رسالة العطاء والبناء، وتمثال جسد هيئته فكان رمز الوفاء والامتنان من أبناء وطن عرف من يحبه ومن يعيش في قلبه. زايد ومصر علاقة لا يمكن وصفها بين حكيم يضرب به المثل دائماً في الكرم والعطاء، وبين أمة فاق عددها مائة مليون نسمة جميعهم كبيرهم وصغيرهم يعرف الشيخ زايد، لا المدينة فقط ولكن رمز الخير، من بنى وعمر، من زرع خيراً وحصد وفاءً، من قال إن مصر قلب الأمة وحرص على أن ينبض هذا القلب دائماً بالقول والفعل. من قال إن لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لها عن العرب بعد كامب ديفيد، وهو من أكد أن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العرب في حرب أكتوبر 1973.. زايد ومصر علاقة تاريخية لا يمكن أن تسردها سطور أو تفيها الكلمات حقها، فلو كتبت سطوراً وسطوراً بل صفحات وصفحات، لا يمكن أن يوفى زايد الخير حقه، ولا يمكن أن تكفي هذا الصفحات وتلك الحروف والكلمات بما نثره من خير صنعه بيده تارة، ووجه به في أخرى، وحرص أن يتابعه في ثالثة، فما أجمل أن يكون للخير معنى وللحب عنوان وللعطاء إنسان، وكلهم في شخص واحد إنه زايد.

العنزي: نعتز كثيراً بـ «غرس زايد»
ثمّن «الدولي» مهند سالم العنزي، مبادرة لجنة دوري المحترفين بزيارة مستشفى 57357، مؤكداً في الوقت نفسه حرص نادي العين على المشاركة الفاعلة ودعم جميع الفعاليات المجتمعية والمبادرات الإنسانية، داخل الدولة وخارجها، الأمر الذي بدا واقعاً ملموساً لنا خلال زيارة مستشفى سرطان الأطفال، وذلك عندما تملكتنا مشاعر الفخر والسعادة لحظة دخولنا جناح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالمستشفى، إلى جانب الأجنحة التي تحمل أسماء أصحاب السمو الشيوخ في الإمارات.
وأعرب مهند عن سعادته بمشاركة الأطفال فرحة العيد في المستشفى، موضحاً: نفخر في الإمارات ونعتز كثيراً بالغرس الطيب للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في كل مكان، ونحن نحتفي بذكرى مرور 100 عام على ميلاد مؤسس دولتنا الحبيبة في «عام زايد».
وأضاف: عودة الأطفال المرضى في العيد تركت في نفسي مزيجاً من المشاعر، المتمثلة في سعادتي برؤية الابتسامة على وجوه الأطفال وفرحتهم بالزيارة، أما الجانب الآخر، فيكمن في تأثرنا بمعاناتهم من ألم المرض، وأسأل الله العلي القدير لهم ولجميع مرضى المسلمين الشفاء، وأن ينعموا بالصحة والعافية. بينما عبر حمدان الكمالي لاعب فريق كرة القدم بنادي الوحدة، عما لمسه خلال الزيارة من دعم القيادة الرشيدة لمرضى السرطان خارج الدولة، إذ اطلع الوفد من الناديين على الدعم الذي تقدمه الدولة للمستشفى والمرضى، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. من ناحية أخرى، توجه اللاعب المصري، حسين الشحات، بالشكر إلى لجنة دوري المحترفين على تلك المبادرة الإنسانية، بزيارة مستشفى سرطان الأطفال، مضيفاً: هذه المبادرة غير مستغربة من أهل الإمارات، وواصل الشحات: لن أذيع سراً إن قلت أن الزيارة لمؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357، كانت أمنية في الخاطر بالنسبة لي على المستوى الشخصي، وأحمد الله كثيراً أن تحققت. وزاد: المؤكد أن هذه الزيارة غالية جداً على قلبي وكما رأيت في وجوه الجميع، كانت كذلك جيدة على نفوس الأطفال وأهلهم والمسؤولين بالمستشفى، لما وجدناه من ترحيب وحفاوة استقبال، وأتمنى أن تتكرر الزيارة لتهنئة الجميع بالشفاء من المرض.

«الكأس» تدعم السياحة المصرية
زارت كأس سوبر الخليج العربي، مختلف المناطق السياحية والأثرية في مصر، في إطار حملة ترويجية لدعم السياحة المصرية، وكذلك في إطار الترويج لمباراة السوبر بين العين والوحدة، وبالاتفاق بين مسؤولي لجنة دوري المحترفين، وشركة بريزنتيشن سبورتس منظم المباراة في القاهرة.
وتوجهت كأس البطولة في جولة مع مسؤولي اللجنة والشركة المنظمة، إلى العديد من المناطق الأثرية وذات التاريخ الطويل، والتقطت الصور التذكارية هناك في إطار الترويج الكبير لحدث إقامة السوبر على أرض مصر.
الجولة بدأت في منطقة الحسين بالقاهرة القديمة، ومنها إلى شارع خان الخليلي الأثري، وشارع المعز أحد أشهر شوارع القاهرة القديمة، قبل أن يتوجه مسؤولو الشركة بالكأس إلى أهرامات الجيزة التاريخية، لالتقاط مجموعة من الصور التذكارية مع الأهرامات وأبو الهول.
وأكمل الكأس جولته في شوارع القاهرة، وزار كوبري قصر النيل، أحد أقدم وأشهر كباري القاهرة، ومنه إلى برج الجزيرة، أول الأبراج التي شيدت في الوطن العربي، قبل أن يختتم جولته في قلعة محمد علي بالقاهرة القديمة.

زوران: التركيز والتهديف المبكر سلاح الفوز
شدد زوران ماميتش المدير الفني لفريق العين، على أن فريقه تأثر كثيراً بغياب لاعبيه الدوليين قائلاً: اليوم سيكون أول مران للفريق بالقوام الكامل، وذلك بسبب تواجد عدد كبير من اللاعبين الدوليين مع المنتخب، وأضاف خلال المؤتمر الصحفي: علينا أن نتناسى انتقال عمر عبد الرحمن إلى نادي الهلال السعودي، قادرون على تحقيق الإنجازات بدونه، وعلينا العمل بشكل جدي في الفترة المقبلة.
وتابع قائلاً: سعيد بانضمام المصري يحيى الشريف الذي يبلغ من العمر 20 عاماً لصفوف الفريق الأول، وأعتقد أنه سيكون له دور كبير مع الفريق خلال الشهور المقبلة.. وأردف: البطولة العربية ليست محل تركيزي، وعلينا الالتزام بقرارات الاتحاد الإماراتي، وليس من المعقول أن نلعب البطولة العربية بعد 12 يوماً من الإعداد للموسم الجديد، وبعدها نفقد 9 لاعبين لصالح المنتخب.
وأشار زوران إلى أن نادي العين سجل أعلى نسبة أهداف في الدوري، وهو ما يجعله مؤهلاً للفوز بألقاب هذا الموسم إذا ما استمر على نفس النهج، وواصل، التركيز والتهديف المبكر سلاح الفوز باللقاء.
وأشاد بأداء عامر عبد الرحمن، مؤكداً أنه قدم أداءً ممتازا، وسيكون له دور أكبر مع الفريق خلال الموسم.

ريجيكامب: المباراة مفتوحة على الاحتمالات
أكد الروماني ريجيكامب المدير الفني لنادي الوحدة، سعيه إلى الفوز بمباراة السوبر، وقال خلال المؤتمر الصحفي للمباراة: العين فريق قوي، ويواجه الوحدة وهو في أوج قوته، وأشار إلى أن كلاً من الفريقين يعرف كل المعلومات عن الآخر وكذلك طريقة اللعب، ويبقى التركيز العامل الأكبر في ترجيح كفة الفريق الفائز في المباراة.
واستطرد قائلًا: أعتقد أن رحيل عمر عبد الرحمن «عموري» عن العين، خسارة قوية للفريق، لأنه من وجهة نظري الشخصية أنه لاعب قوي ومؤثر في أداء الفريق، ولكن العين يمتلك لاعبين على أعلى مستوى.
وعن المحترف المصري في صفوف العين قال: لا يهمنا إن كان يلعب على أرضه أو سط جمهوره، هو لاعب في فريق العين، إنه لاعب ذكي، ولا بد أن ننتبه له، ونكن الاحترام لكل لاعبي العين.
وأردف مدرب الوحدة: العين فاز بلقبين في الموسم الماضي، ونفس الأمر لنا، وهذا يعني أن المباراة ستكون صعبة ونتيجتها مفتوحة على الاحتمالات، ونتمنى أن نكون في يومنا والخروج بالكأس من أرض الملعب. عن مفاوضاته مع نادي الزمالك لتدريب الفريق الأبيض قال: لقد كانت هناك أحاديث في الوقت الماضي، ولكنها لم تٌكلل بالنجاح.

السفارة تكرّم الإعلاميين
أقام السفير جمعة مبارك الجنيبي، سفير الدولة بمصر، حفلاً كبيراً بأحد الفنادق الكبرى في القاهرة، وذلك استعداداً لانطلاق مباراة السوبر، وشهد الحفل عرض فيديو تاريخي، ونبذة عن عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والإماراتي، ووجود كبار الشخصيات على المنصة، وتكريم 16 صحفياً، ثم تبادل الدروع بين الشخصيات المهمة. من جانبه، أعرب الجنيبي عن سعادته الشديدة باستضافة مصر للسوبر للمرة الثانية في التاريخ، مشدداً على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والإمارات منذ قديم الأزل.
وأكد ثقته في نجاح البطولة، في ظل المجهودات الكبيرة الملموسة من كل الجهات المسؤولة في مصر، لخروج المباراة في أبهى صورها.
شهد المؤتمر توزيع كتب مصورة عن حياة الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، والتعريف بإنجازاته الكبيرة، خاصة في مجال الرياضة.